اقتصاد بالعربي | بوابتك لعالم المال والأعمال

الذكاء الاصطناعي في المحاكم الأمريكية، ثورة قانونية أم تهديد للعدالة؟

الجمعة 27 يونيو 2025 09:34 مـ 1 محرّم 1447 هـ
الذكاء الاصطناعي في المحاكم الأمريكية، ثورة قانونية أم تهديد للعدالة؟
الذكاء الاصطناعي في المحاكم الأمريكية، ثورة قانونية أم تهديد للعدالة؟

في تحول غير مسبوق، دخل الذكاء الاصطناعي إلى قاعات المحاكم الأمريكية، ليعيد تشكيل مفهوم العدالة كما نعرفه، ولم يعد هذا الابتكار مجرد أداة تستخدم في مجالات الأعمال والتعليم، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من النظام القضائي، حيث يستعين به القضاة والمحامون وحتى الأفراد العاديون في إجراءاتهم القانونية، وهذا التطور يثير تساؤلات عميقة حول تأثيره على العدالة ومستقبل القضاء.

في حادثة فريدة من نوعها، استخدم قاضٍ في ولاية أريزونا مقطع فيديو تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، يظهر فيه أحد ضحايا إطلاق النار، ليبعث برسالة إلى القاتل، والقاضي تود لانغ أبدى إعجابه بالشخصية الافتراضية التي تم إنشاؤها، مشيرًا إلى تأثيرها العاطفي أثناء النطق بالحكم، وهذا الاستخدام يبرز كيف يمكن للتكنولوجيا أن تضيف بعدًا إنسانيًا إلى الإجراءات القانونية.

ومع تزايد الاعتماد على أدوات مثل "تشات جي بي تي"، يجد المحامون فيها وسيلة فعالة لتسهيل عملهم، سواء في البحث عن السوابق القضائية أو إعداد الوثائق القانونية، والمحامي ستيفن شوارتز من بورتلاند وصف هذه الأدوات بأنها مفيدة، ولكن بشرط التحقق من دقتها قبل استخدامها في المحاكم، ومع ذلك، فإن الاستخدام غير المدروس لهذه الأدوات قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، كما حدث عندما فرض قاضٍ في لوس أنجليس غرامة على مكتبَي محاماة بسبب تقديمهما لائحة دعوى مليئة بالأخطاء.

الأفراد أيضًا بدأوا في استخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة الدعاوى بأنفسهم، مما قد يسهل وصولهم إلى العدالة، لكنه قد يؤدي أيضًا إلى أخطاء فادحة بسبب نقص الفهم القانوني، وشاي كليري من المركز الوطني لمحاكم الولايات حذر من أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد القضايا، مما يتطلب استعدادات لوجستية وتشريعية من النظام القضائي.

بحسب دانيال لينا، أستاذ القانون بجامعة نورث وسترن، فإن إدماج الذكاء الاصطناعي في المحاكم قد يُحدث تحولًا عميقًا في النظام القضائي، حيث أن 80 إلى 90% من المواطنين لا يستطيعون الوصول إلى خدمات قانونية فعالة، وهذه الأدوات قد تكون جزءًا من الحل، رغم أن بعض القضاة يترددون في الحديث عن استخدامها علنًا.

الذكاء الاصطناعي، رغم أنه لن يُصدر الأحكام بنفسه، أصبح شريكًا في صنع القرار القضائي، حيث يقدم مراجع قانونية وتحليلات قد تغير مسار الأحكام، وهذا التحول قد يؤدي إلى تقليل عدد الطعون، حيث ستكون القرارات أكثر دقة وشمولًا.

في الختام، يمثل الذكاء الاصطناعي أداة قوية قد تُحسن من أداء النظام القضائي، لكن يجب التعامل معها بحذر لضمان عدم التأثير سلبًا على العدالة.