متاحف مصر تتألق في هونج كونج، تراث الحضارة يفتح أبواب الابتكار العالمي

في خطوة رائدة لتعزيز مكانة التراث المصري على الساحة الدولية، شارك المتحف المصري بالتحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية، للمرة الأولى، في الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر التراخيص الآسيوي الدولي، ضمن فعاليات معرض هونج كونج الدولي للتراخيص في دورته الثانية والعشرين، وأُقيم الحدث في مركز هونج كونج للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة أكثر من 330 عارضًا من مختلف أنحاء العالم، ليصبح منصة عالمية لتسويق الإبداع الثقافي.
جاءت هذه المشاركة تنفيذًا لتوجيهات شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، بهدف الترويج للتراث المصري واستغلاله في تعزيز الاقتصاد الإبداعي، وقدّمت المتاحف المصرية، من خلال جناحين متميزين، عرضًا مبتكرًا لأبرز مقتنياتها الأثرية عبر بوسترات ضخمة مزودة برموز QR تفاعلية، مكنت الزوار من استكشاف تفاصيل القطع الأثرية رقميًا، في خطوة جمعت بين الأصالة والحداثة.
استقطبت الأجنحة المصرية اهتمام ممثلي شركات عالمية، راغبة في التعاون لإنتاج مجسمات ومنتجات تذكارية مستوحاة من الكنوز الأثرية، وخلال جلسة رئيسية بعنوان "سحر مصر القديمة: آفاق التراخيص مع المتاحف"، قدّم الدكتور علي عبد الحليم، مدير عام المتحف المصري بالتحرير، والدكتورة نشوى جابر، نائب المدير التنفيذي للشؤون الأثرية بالمتحف القومي للحضارة، رؤية متكاملة حول تحويل القطع الأثرية إلى منتجات تجارية عالية الجودة، تعزز موارد المتاحف وتدعم السياحة الثقافية.
أكد المتحدثون أن التراخيص التجارية تمثل جسرًا للابتكار، يربط التراث بالقطاع الخاص عبر شراكات مستدامة، مما يوسع آفاق التسويق الثقافي عالميًا، كما أشاروا إلى الدور المحوري للمنتجات الثقافية في استقطاب زوار جدد، وتعميق ارتباطهم بالإرث الحضاري المصري.
وفي كلمة افتتاحية، أشادت مارغريت فونغ، المديرة التنفيذية لهيئة تنمية تجارة هونغ كونج، بالمشاركة المصرية، مؤكدةً أن المؤتمر يبرز هذا العام تراث مصر والصين كأعمدة للحضارة الإنسانية، مشيرةً إلى قدرة الملكية الفكرية الثقافية على خلق تجارب معاصرة تربط الشعوب.
تميزت المشاركة المصرية بالتنسيق الوثيق بين وزارة السياحة والآثار والقنصلية المصرية في هونج كونج، التي تولت الإعداد اللوجستي ودعم الوفد المصري طوال الفعاليات، لتكون هذه الخطوة شاهدة على طموح مصر في ترسيخ تراثها كركيزة للإبداع والاقتصاد العالمي.