الأحد 1 يونيو 2025 03:46 صـ 4 ذو الحجة 1446 هـ
اقتصاد بالعربي | بوابتك لعالم المال والأعمال
رئيس مجلس الادارة د. محمد أسامة هارون
Embedded Image
×

ورشة أوابك حول التفاوض المناخي، تحركات عربية جادة لمواجهة تداعيات التغير المناخي

الخميس 15 مايو 2025 10:27 مـ 17 ذو القعدة 1446 هـ
ورشة أوابك حول التفاوض المناخي، تحركات عربية جادة لمواجهة تداعيات التغير المناخي
ورشة أوابك حول التفاوض المناخي، تحركات عربية جادة لمواجهة تداعيات التغير المناخي

نظّمت منظمة الدول العربية المصدرة للبترول (أوابك) ورشة العمل الإقليمية الـ19 لبناء القدرات التفاوضية في ملف تغير المناخ، وذلك يومي 12 و13 مايو بدولة الكويت، بالتعاون مع لجنة الإسكوا، جامعة الدول العربية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

أوابك تقود ورشة إقليمية بالكويت

وشهدت الورشة مشاركة فاعلة من المسؤولين والخبراء، كان أبرزهم الجيولوجي علاء البطل، وكيل أول وزارة البترول والثروة المعدنية بمصر، المشرف على ملف المناخ والطاقة، والذي أكد في كلمته أن تغير المناخ لم يعد تهديدًا نظريًا، بل تحول إلى واقع ضاغط يتجسد في كوارث طبيعية متكررة مثل الفيضانات وحرائق الغابات، وارتفاع منسوب البحار، وكلها تترك آثارًا اقتصادية واجتماعية وخيمة، تُهدد الأمن الغذائي والمائي والصحي على مستوى العالم.

البطل أشار إلى أن تكلفة التكيّف مع تلك التحولات المناخية تتجاوز قدرات الدول النامية، إذ تشير التقديرات إلى ضرورة ضخ 6 تريليونات دولار سنويًا حتى عام 2050، لمواجهة تداعيات التغير المناخي والتخفيف من آثاره.

من جانبه، شدد المهندس جمال عيسى اللوغاني، الأمين العام لـ"أوابك"، على أن المنظمة تتحرك بوعي استراتيجي في اتجاه تبنّي سياسات طاقة مستدامة وخضراء، وخفض الانبعاثات الكربونية، مع الحفاظ على مصالح الدول الأعضاء، وأوضح أن الورشة تأتي استعدادًا للمشاركة العربية في مؤتمر الأطراف "COP 30" المرتقب في نوفمبر المقبل بالبرازيل.

وأكد اللوغاني أن الورشة تهدف إلى تأهيل مفاوضين عرب على أعلى مستوى من الاحتراف، وتنسيق المواقف العربية داخل الفريق التفاوضي الأممي، مع ضمان إيصال صوت الدول المنتجة للبترول في حوارات المناخ العالمية.

اللوغاني أضاف أن منظمة أوابك تسعى لتقديم رؤية متوازنة لا تتحامل على مصادر الطاقة التقليدية، بل تسعى لدمج التكنولوجيا منخفضة الانبعاثات والطاقة المتجددة ضمن خطة شاملة تهدف لتحقيق خفض فعلي للانبعاثات دون التضحية بالأمن الاقتصادي للدول العربية.

واختتم حديثه بتأكيد حرص المنظمة على تحقيق "عدالة مناخية" تضمن توزيعًا منصفًا لأعباء التحول نحو الطاقة النظيفة، وراعيًا للخصوصية الاقتصادية والجغرافية للدول النامية، مع التزام كامل بمبادئ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

وفي السياق ذاته، ألقى الدكتور طارق صادق، مسؤول شؤون المناخ بـ"الإسكوا"، كلمة حذر فيها من تسارع مظاهر التغير المناخي في المنطقة العربية، موضحًا أن ارتفاع درجات الحرارة قد يصل إلى 5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، وأن دول المشرق العربي مرشحة لتعيش صيفًا يمتد لـ3 أشهر بدرجات حرارة تتجاوز 35 درجة مئوية بحلول منتصف القرن.

"صادق" أشار أيضًا إلى تقديرات مقلقة تفيد بأن بعض الدول العربية قد تفقد ما يصل إلى 14% من ناتجها المحلي الإجمالي بحلول عام 2050 إن لم تُتخذ إجراءات فورية للتكيف والوقاية.

وشدد على أن "الإسكوا" مستمرة في تقديم الدعم الفني والعلمي من خلال إعداد قواعد بيانات إقليمية متطورة، وتقديم تقارير بحثية دقيقة، فضلًا عن إطلاق مبادرات تمويل خضراء تساعد الدول العربية على مواكبة التحول العالمي.

واختُتمت الورشة بتوصيات من المقرر عرضها على وزراء أوابك في اجتماعهم القادم في ديسمبر، بهدف اتخاذ خطوات عملية تعزز الموقف العربي التفاوضي في المؤتمرات المناخية المقبلة.