تراجع صادرات الغاز الروسي، أسباب وعوامل مؤثرة

شهدت صادرات روسيا من الغاز الطبيعي المسال تراجعًا ملحوظًا خلال الربع الأول من عام 2025، حيث انخفضت الكمية المصدرة إلى حوالي 8.3 مليون طن، مقارنة بـ 8.7 مليون طن في نفس الفترة من العام السابق، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 4.6% على أساس سنوي، وبهذا، تراجعت حصة روسيا من السوق العالمية إلى 7.6%، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة "أوابك".
يعود هذا الانخفاض إلى توقف محطتين رئيسيتين لإسالة الغاز، وهما محطة Portovaya التي تديرها شركة Gazprom، ومحطة Vysotsk التي تديرها شركة Novatek، حيث توقفت المحطتان عن العمل بعد فرض عقوبات أمريكية عليهما في يناير 2025، مما أدى إلى تقليص صادرات الغاز بشكل كبير، خلال شهري يناير وفبراير، لم يتم تصدير سوى ثلاث شحنات محدودة، توجهت إلى إسبانيا وبلجيكا، بينما لم تُسجل أي شحنات جديدة في مارس.
قبل فرض العقوبات، كانت روسيا تمتلك أربع محطات نشطة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال بطاقة إجمالية تصل إلى 31 مليون طن سنويًا، ومع توقف المحطتين المذكورتين، انخفض عدد المحطات العاملة إلى اثنتين فقط، وهما Yamal LNG بطاقة 17.4 مليون طن سنويًا وSakhalin 2 بسعة 11.5 مليون طن سنويًا.
تعتبر هذه التطورات بمثابة نقطة تحول في صادرات الغاز الروسي، حيث لم تشهد البلاد مثل هذا التراجع منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، ويعكس هذا الوضع تأثير العقوبات الغربية على قدرة روسيا على تعزيز صادراتها من الغاز، مما يضعها في موقف صعب في سوق الطاقة العالمي.
مع استمرار الضغوط الدولية، يبقى مستقبل صادرات الغاز الروسي غير مؤكد، مما يستدعي إعادة تقييم استراتيجيات الإنتاج والتصدير لمواجهة التحديات الحالية.