الذكاء الاصطناعي، قوة الإقناع في النقاشات الحديثة

أظهرت دراسة جديدة أن الذكاء الاصطناعي، وخاصة روبوتات الدردشة، قد تجاوزت البشر في فنون النقاش والإقناع، ووفقًا لتقرير نشرته "روسيا اليوم"، فإن هذه التكنولوجيا تستطيع استخدام معلومات دقيقة عن الأفراد الذين تتفاعل معهم، مما يمكنها من تقديم حجج مخصصة تهدف إلى إقناعهم بشكل فعال.
هذا التطور يثير قلق الخبراء، حيث أشار فرانشيسكو سالفي، خبير علوم الحاسوب من المعهد الفيدرالي التقني العالي في لوزان، إلى إمكانية استغلال هذه النماذج اللغوية الكبيرة في التأثير على الرأي العام، وقد أظهرت الأبحاث أن الشبكات العصبية قادرة على تغيير مواقف الأفراد، حتى في القضايا المثيرة للجدل مثل نظريات المؤامرة، لكن مدى تفوقها على البشر في هذا المجال لا يزال غير واضح.
لتقييم فعالية الذكاء الاصطناعي في الإقناع، أجرى سالفي وفريقه تجربة شملت 900 أمريكي، حيث ناقش المشاركون مواضيع مثيرة للجدل مثل فرض الزي المدرسي وحظر الوقود الأحفوري، وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: واحدة تتحدث مع إنسان حقيقي والأخرى مع نموذج ChatGPT-4 من OpenAI، وقبل بدء النقاش، زود المشاركون الباحثين بمعلومات شخصية مثل العمر والجنس والانتماء العرقي.
أظهرت النتائج أن ChatGPT-4 كان قادرًا على إقناع المشاركين بمستوى مشابه للبشر عندما لم تتوفر معلومات شخصية، ومع ذلك، عندما أضيفت معلومات بسيطة مثل العمر أو الاهتمامات، تفوق الذكاء الاصطناعي في 64% من الحالات.
علق سالفي على هذه النتائج قائلاً: "حتى المعلومات البسيطة المتاحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تجعل الذكاء الاصطناعي أكثر إقناعًا من البشر بشكل ملحوظ"، وهذا التطور يفتح المجال لمناقشات حول الأخلاقيات والآثار المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التأثير على الآراء العامة.