مصر تحتضن تراثها، استعادة 25 كنزًا أثريًا من أمريكا بعد رحلة ثلاث سنوات

في خطوة تاريخية تؤكد عزم مصر على حفظ إرثها الحضاري، نجحت وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، بالتعاون مع وزارة الخارجية والهجرة وإدارة التعاون الدولي بمكتب النائب العام، في استرجاع 25 قطعة أثرية نادرة كانت قد نُهبت وأُخرجت من البلاد بطرق غير شرعية، وهذا الإنجاز، الذي تحقق بعد جهود مضنية امتدت ثلاث سنوات، يعكس التزام الدولة بحماية تراثها الفريد.
شراكة دولية لاسترداد الكنوز
تمت استعادة هذه القطع من مدينة نيويورك، بفضل التنسيق الدقيق بين القنصلية المصرية، ومكتب المدعي العام في نيويورك، والجهات الأمنية الأمريكية، ويبرز هذا التعاون الوثيق الشراكة الممتدة بين مصر والولايات المتحدة في مكافحة الاتجار غير القانوني بالممتلكات الثقافية، مما يعزز الجهود العالمية لحماية التراث الإنساني.
تأكيد على الأولوية الوطنية
أعرب شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، عن فخره بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن حماية التراث الحضاري المصري تمثل أولوية وطنية لا تقبل المساومة، وأشاد بالتكامل المثمر بين الجهات المصرية والدولية، الذي أثمر عن عودة هذه القطع إلى أرض الوطن، مشيرًا إلى أن التحقيقات المطولة والتنسيق الفعّال مع السلطات الأمريكية كانا حجر الزاوية في هذا النجاح، وأكد أن مصر ستواصل مساعيها الحثيثة لاستعادة كل قطعة أثرية نُهبت، حفاظًا على إرثها للأجيال القادمة.
مجموعة أثرية استثنائية
كشف الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المجموعة المستردة تضم كنوزًا تعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة، منها أغطية توابيت خشبية مزخرفة بالذهب من عصر الأسرات، ولوحة نادرة من مومياوات الفيوم تعود للقرنين الأول والثالث الميلاديين، وقدم منحوتة من الجرانيت ترجع إلى الفترة بين 1189 و1292 قبل الميلاد، كما تشمل القطع حليًا متقن الصنع من المعادن والأحجار يعود للقرن الرابع قبل الميلاد، وأجزاء من معبد يُرجح أنه يعود للملكة حتشبسوت، إضافة إلى تماثيل مصغرة من العاج والحجر، وغيرها من القطع التي تمثل عصورًا متنوعة من التاريخ المصري.
رحلة العودة إلى الوطن
أوضح شعبان عبد الجواد، مدير عام إدارة استرداد الآثار، أن جهود الاسترداد بدأت في 2022 واستمرت حتى 2025، من خلال متابعة قضايا متعددة، وتلقت القنصلية المصرية في نيويورك القطع على مراحل، حتى وصلت إلى مصر أمس، حيث تسلمها المجلس الأعلى للآثار من وزارة الخارجية، وستخضع القطع لأعمال ترميم دقيقة في المتحف المصري بالتحرير، تمهيدًا لعرضها في معرض مؤقت يبرز قيمتها التاريخية والثقافية.