• الرئيسية
• اقتصاد أخضر

في خطوة جديدة نحو تعزيز الأنظمة الغذائية المستدامة، وقع قادة حكومات إقليمية وناشطون إعلانًا يدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تبني استراتيجيات وطنية تركز على البروتين النباتي كخيار رئيسي لمواجهة تغير المناخ، ويأتي هذا الإعلان في وقت حرج، حيث تركز الأنظار على صناعة لحوم البقر في البرازيل، الدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، المزمع عقده في نوفمبر المقبل.

يدعو الموقعون إلى تسريع التحول الغذائي من خلال استراتيجيات شاملة تدعم البدائل النباتية، وقد تم إطلاق "إعلان بيليم بشأن الأنظمة الغذائية الغنية بالنباتات" خلال مؤتمر بون للمناخ، بمشاركة منظمة ProVeg International، حيث يطالب الحكومات الوطنية بوضع وتنفيذ خطط عمل تعزز إنتاج واستهلاك الأغذية النباتية.

يشدد الإعلان على ضرورة أن تتضمن هذه الخطط إجراءات ملموسة تدعمها الحكومات، مع إشراك المدن والمجتمعات المحلية، مؤكدًا أن الأنظمة الغذائية النباتية تساهم في تقليل الانبعاثات، وتحسين الصحة العامة، وتعزيز الأمن الغذائي، واستعادة النظم البيئية.

تشير البيانات إلى أن إنتاج اللحوم والألبان يمثل حوالي 20% من إجمالي الانبعاثات العالمية، بينما يستهلك 80% من الأراضي الزراعية لإنتاج 17% فقط من السعرات الحرارية، وتظهر الدراسات أن التحول إلى النظام النباتي يمكن أن يقلل من استهلاك الموارد بنسبة تصل إلى 75%.

كما يبرز الإعلان أهمية الحفاظ على التقاليد الغذائية النباتية في دول الجنوب العالمي، وتمكين المزارعين الصغار والمجتمعات الريفية من خلال الزراعة المستدامة، وتاريخيًا، لم تكن قضايا الغذاء النباتي أولوية في مفاوضات الأمم المتحدة للمناخ، حيث لم يُوصِ البيان الختامي لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في دبي بخفض استهلاك اللحوم، رغم الاعتراف بأهمية الغذاء.

يعتبر مؤتمر COP30 في البرازيل فرصة محورية، خاصة مع استعداد منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) للكشف عن خارطة طريق عام 2050 للحد من انبعاثات الأنظمة الغذائية، وقد تم بالفعل طرح نماذج ناجحة، حيث كانت الدنمارك أول دولة تعتمد خطة وطنية غذائية قائمة على النباتات عام 2023، تلتها كوريا الجنوبية والبرتغال، مما يعد تمهيدًا لتحول عالمي قادم في سياسات الغذاء.